الاثنين، 28 نوفمبر 2011

الانتخابات بقى لونها بمبي..



مش قادر أحس بالنشوة الانتخابية المزيفة إلى الناس حاسة بيها دى—الشعب المصري دة فعلا ذاكرته طلعت أنيل من ذاكرة السمك. من أسبوع واحد بس انتشرت صورة الجثث المكومة في ميدان التحرير مع فرد من أفراد الشرطة العسكرية و هو بيجرجر جثة  يرميها جنب كومة زبالة مستحدث على جنب الشارع (أنظر الصورة أسفل من اجل إنعاش الذاكرة السمكية). الصور و الفيديو أثاروا هلع المصريين حتى الغير مسيَّس منهم (الى لسه عندهم دم, فى ناس تانية تحولوا لأصنام مفقود منهم الأمل), و النهاردة بعد أقل من أسبوع في الحقيقة نفس الناس عاملين فرح عشان بيصوتوا لمجلس شعب هو على لسان المستشار القانوني للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يملك أى صلاحية لا صلاحية تشكيل أو سحب الثقة من الحكومة و لا تدخلات دستورية و مش عارفين هيعمل ايه بالظبط. يا ريت مجرد مش عارفين هيعمل ايه احنا كمان عارفين ان اللوا شاهين ناوي يقيِفه على مزاجه (حسب قوله في مداخلة تليفزيونية "احنا عايزين نجيب برلمان متوازن").  


الى قارفنِّا بالكلام عن شرعية الانتخابات و الديمقراطية: الديمقراطية لا تتجزأ و العملية الانتخابية هي مكون واحد من الديمقراطية التي لا يمكن أن تقوم أساسا إلا على المساواة بين المواطنين جميعا و لا توجد دولة ديمقراطية تفتقر إلى العدالة بالشكل الذي أصبحت عليه مصر تحت حكم العسكر حتى لو كانت ديمقراطية وليدة. مش يبقى فيه أغلبية بتصوت و شوية بيتداسوا تحت المدرعات و شوية تانيين عينيهم بتتفقع و أقول ديمقراطية و شرعية—ازاى المفروض احس بأى فايدة لتفعيل الية من اليات الديمقراطية فى نفس الوقت الى المواطنين بيتم تصفيتهم جسديا و قمعهم بوحشية تليق بالعصور الوسطى لمجرد أنهم يهتفون ضد حكم العسكر؟ المواطن الى واقف فى الطابور دة ازاى بيضحك على نفسه و واهم نفسه ان المجلس يعمل على تسليم السلطة في حين ان زبانية المجلس بينهوا حياة أى واحد يهتف مطالبا بتسليم السلطة بإيقاع أسرع شوية؟ ازاى أثق في الى هتك العرض مرارا و تكرارا و رمى جثث المتظاهرين فى الزبالة انه هيحمى نزاهة عملية انتخابية الهدف الرئيسي المعلن منها هو نقل السلطة من الأشخاص الى إدوله أوامر بالقمع, إلى طرف أخر أول حاجة هيعملها هو محاسبة هؤلاء الأشخاص و حبسهم جميعا ليترك مجند أو ضابط الشرطة أو الجيش عاريا بلا غطاء سياسي يحميه؟ اقنعني و النبي ازاى؟ هل مطلوب مننا أن نعيش في العالم البديل الذي يحاول سيادة اللوا اسماعيل عتمان خلقة في أجهزة الأعلام الرسمي و الذي يستطيع فيه المرء أن يؤمن بالشيء و عكسه في نفس الوقت؟ ما حاجة من اتنين يا احنا عبط يا هما عبط انما ماتقنعنيش ان السيناريوهين دول (سيناريو الانتخابات الى المفروض هاتنقل السلطة و سيناريو مذبحة محمد محمود و ميدان التحرير) مافيش اى تعارض بينهم و ان نفس القائمين على السيناريو الأول ممكن يكونوا حريصين على تنفيذ السيناريو التانى و إن دة طبيعي و شغل سياسة و مافيهوش تناقض في الأفكار خالص--لان فاقد الشيء لا يعطيه.

و تذكروا أن حتى أن أكثر الديمقراطيات رسوخا في الغرب بدأت تئن تحت وطأة الإحساس بعبث العمليات الانتخابية  التي لا تغير شيئا على أرض الواقع غير لون بدله المسئول الحكومي—و دول ماعندهمش مجلس عسكري و شرطة عسكرية بتحدف جثث فى الزبالة. الانتخابات—نزيهة أو غير نزيهة—مش كل حاجة, الانتخابات ممكن تكون آلية لتحقيق تمثيل حقيقي للشعب فى أجهزة الدولة و ممكن برضه تبقى تمثيل حقيقي على الشعب من أجهزة الدولة و تعطى غطاء مزيف لشرعية مغتصبة و هذا هو الحال في مصر. الانتخابات مش الهدف الانتخابات وسيلة و وسيلة يسهل إساءة استخدامها.

و مع ذلك أنا هانزل اتنيل انتخب, لأسباب براجمتيه بحتة أهمها أن الانتخابات ستتم في جميع الأحوال و المجلس هيفرض علينا شرعيته و شرعية فترته الانتقالية المزيفة سواء قاطعنا أم لم نقاطع, فيبقى نحاول نقلبها لهم ضلمة بقى على قد ما نقدر. نازل أنتخب عشان يمكن ييجى ممثل ليا حتى لو كان أقلية ضئيلة في البرلمان يقول حاجة عدله أو يكون سبب في نزع شرعية أحد المجلسين (الأعلى للقوات المسلحة و مجلس الشعب, الشورى دة سبوبة للعواجيز هنتجاهلها طبعا). و الأهم من كدة إن مشاركتنا هتصعب عليهم مهمة تصوير العملية الانتخابية بصورة وردية رومانسية زى تونس طول ماحنا عندنا نواب بيتضربوا و يفطهم بتتكسر.  لكن أنا نازل انتخب و أنا معنديش أي أوهام عن المعنى الحقيقى لهذه التمثيلية السخيفة—نازل انتخب و أنا قرفان و أى واحد هيكلمنى عن العرس الديمقراطي هديله على وشه.

أنا حاسس من الى انا كاتبه انى عندى انفصام فى الشخصية. قد يكون: جوايا تناقضات غريبة و شعور بالتخبط مايوصفهمش غير جملة الليبمى الخالدة "حاسس انى واقف قدام صينية كنافة محشية طرشى". عموما كل ما أطالب به المشاركين في التصويت هو عدم الانبهار بالشكل (الطوابير و صور الصوابع المتعاصة) و الاهتمام بالمضمون, و المضمون أن البرلمان المنتخب سيخضع لإمرة ميليشيا من السفاحين و هاتكي العرض . نص دول العالم عندها انتخابات دورية و نسبة مشاركة مرتفعة بس أغلبها برلمانات زى قلتها. و عموما البرلمان دة هنحله فى 6 شهور على الأكثر.

ختاما وعشان ماننساش نفسنا أحب اذكر توصيف العبقري عمرو رودريجز للوضع الحالي: "الشهداء فى صناديق الزبالة و الزبالة فى صناديق الانتخابات". صدقت. اسفخس. أنا نازل أنتخب.