الجمعة، 1 يونيو 2012

حاسس لتاني مرة إني واقف قدام صينية كنافة محشية طرشي..


تحذير اذا وجدت أن المقدمات في هذه النوت لا تؤدي بالضرورة الى الاستنتاجات الي هوصلها في الاخر فلا تلومني فهذا ليس ذنبي وإنما ذنب الزمن الذي نعيشه وهو زمن كما تعلمون يشرب فيه السمك القهوة ويلعب فيه الفيل الطاولة زي ما قال الشاعر المجهول.

1-  هناك نقطة اساسية يجب ان يبدأ النقاش منها وأرجو من اصدقائي من شباب\مؤيدي الاخوان محاولة التعاطي بجدية مع هذه الفكرة : الثورة قامت ضد كل اشكال الاستبداد وغياب العدالة, هي ليست ثورة ضد الحزب الوطني و أذنابه وزبالته وبقاياه فقط كما حاول العسكر ان يصوروا لنا من قبل وكما يحاول البعض ان يصور لنا الان. وهناك اسباب موضوعية أدت الى انفصال الاخوان عن المعسكر الثوري في الوعي الجمعي وسأتناولها لاحقا.
2– نقطة اخرى يجب توضيحها للزملاء المصرين على أنه لا مفر من ثنائية "العسكر – الاخوان" . اولا هذه ثنائية مزيفة فهي تتجاهل العديد من البدائل المتاحة (زي الثورة كدة) واذا كان هذا الاختيار يعني الفوضى فأهلا بالفوضى كما قالت لنا كنودوليزا رايس في اجتماع سري. وبالنسبة للإخوة الذين يقولون ان المقاطعة فعل سلبي : كلامك فيه شئ من الصحة لو أنت مؤمن ان الانتخابات هي الالية الوحيدة المتوفرة للتغيير , اما انا اصلا مش مؤمن بالديمقراطية الليبرالية\النيابية واهتمامي الأكبر هو بالتنظيم والتكتل المجتمعي على المستوى القاعدي و بتجذير المجال السياسي الناشئ خارج اطار مؤسسات الدولة لان هذه التنظيمات هي القادرة على انتزاع الحقوق من المؤسسات السياسية (منتخبة او مش منتخبة). ومشاركتي في الجولة الأولى من الانتخابات كانت مشاركة انتهازية بحتة وجاءت بعد تردد طويل أصلا ولم يتحقق الهدف الذي كنت اسعى إليه منها ولكنها كما قلنا كانت مجرد مشاركة تكتيكية.
3-  نقطة ثالثة يجب توضيحها : لا وجه للمقارنة بين شفيق ومرسي, شفيق مجرم وحرامي ويجب ان يحاكم أو ان يُسحل من القاهرة الى الفيوم.
4-  بالرغم من هذا فالتاريخ هو عامل واحد فقط في القرار اذا قررنا نحن الساخطون المشاركة. السؤال الذي لا نستطيع تجاهله هو: هل توجد مؤشرات حقيقية على سلطوية الاخوان التي تجعلنا مناهضين لهم حتى ولو اصبحوا اخر من يقف في مواجهة العسكر (لو افترضنا جدلا ان الانتخابات هي اخر المواجهات مع العسكر وهو فرض خاطئ في الأساس)؟
5-  مبدئيا برضه انا لا اعاني من الاسلاموفوبيا رغم اختلافي مع التيار الاسلامي في كل حاجة تقريبا فتوقفوا عن اتهامي بالتأثر بما ينشره الاعلام "المضلل", وقد قمت بانتخاب ابو الفتوح سابقا وبفكر اساسا أصوت لمرسي نكاية في الطبقى الوسطي المصرية المذعورة والي تخشى من القفز في المجهول , ودة هيبقى تصويت انتقامي بمنطق "كرسي في الكلوب" (أو مرسي في الكلوب—ااااو) مش اكتر.
6- الاخوان مشروع سلطوي استبدادي واحتكاري , وأكثرهم سلطوية هو خيرت الشاطر الذي ينتمي الى مدرسة الرأسمالية الوحشية لكن بدقن وبدون فساد ومع ازدياد موازي للنشاطات الخيرية وهو مع احترامي للأصدقاء الي بيحبوا الشاطر فكر مضاد للثورة التي قامت من أجل ان يعود المهمشون الى المجتمع وليس من أجل تقنين هذه الثنائية الاجتماعية "أغنياء – فقراء يقتاتون على عطف الأغنياء".
7-  أما عن السلطوية فأنا لا أتحدث من فراغ : مشروع  قانون الحريات النقابية المكتسب الرئيسي للثورة أجاروا عليه بمشروعهم الذي يفرغه تماما من اي مضمون ويحول النقابات الى نوادي ومراكز خدمية. تعديل قانون القضاء العسكري تم تمريره بضغط من ممدوح شاهين في برلمان يسيطرون عليه وهو تعديل يرسخ للمحاكمات العسكرية للمدنيين العدو الرئيسي للثورة. اما عن استعدادهم لتقاسم السلطة مع العسكر وفشخ الشعب وخيانة الثورة فهناك الكثير من الأمثلة عليه.
8- أبسط مثال هو بكاء أكرم الشاعر كبير الافاقين بكاءً مصطنعاً على شهداء الثورة في الجلسة الاولى للبرلمان ثم خروجه علينا ليدافع عن رجال الشرطة البواسل اثناء مواجهات شارع منصور ويبرئهم ويجرم الثوار وموقف الكتاتني الذي قرر إعفاء وزير الداخلية من المسئولية وانحاز الى روايته البلهاء (مافيش خرطوش والخرطوش كان بيخرم حيطان مجلس الشعب وهما بيتناقشوا اساسا) في نقس الوقت الذي كانت ترقد فيه واحدة من صديقاتنا في المستشفى وجسمها عامل زي المصفاة من الخرطوش ودي مجرد أمثلة بسيطة—احساسنا بالغدر مش جاي من تخاريف ابراهيم عيسى يعني.'
9-الثورة لديها خيار ثالث على كل حال والانتخابات لم تكن يوما ولن تكون ابدا نهاية المطاف. ورغم احتقاري للمؤسسات السياسية الرسمية إلا أن المعسكر الثوري يملك خيار سياسي يكمن في استغلال النجاح الجزئي في الانتخابت من أجل بناء قواعد سياسية مستدامة لليسار (الذي يعتبر مرادفا للثورة أو للتغيير الثوري بالمناسبة للناس الي مش فاهمة) وهو ما يرى البعض انه يتطلب الانفصال عن الفرز السياسي الحالي الذي نتج عن الانتخابات
10- اما بالنسبة للاقتراح المطروح من البعض لتشكيل جبهة في مواجهة النظام بناء على وثيقة التفاهم فاقترح على اصدقائي من التيار الاسلامي التوقف عن التفكير بمنطق عقدة الاضطهاد والولولة ودراسة الاقتراح بجدية.
11- لو حد قال لي "ضمانات ايه واحنا بنغرق" هالطشه قلم عشان يبطل هلع واقول له احنا مش بنغرق ركز واقرا الي فوق تاني.
12– رغم كل هذا ورغم ان موقفي الشخصي حتى الان يميل الى المقاطعة فهناك أسباب قليلة تجلعني افكر أحيانا في التوصيت لمرسي. أولها هو الحديث الذي أدلى به الفشيق للغرفة التجارية الأمريكية. وثانيها شكلي بحت (هنبقى أضحوكة العالم لو ابن الجزمة الي امه متوحمة على شريط ترامادول دة بقى اسمه رئيس جمهورية). وثالثها أنني بدأت اؤمن فعلا ان وصول الفريق ترامادول للرئاسة سيكون له تأثير سلبي جدا على الثورة السورية وتأثير ايجابي على معنويات الأنظمة العربية.
13-ولما بفكر في الاختيار دة بافتكر طبعا جملة اللمبي الخالدة "حاسس اني واقف قدام صينية كنافة محشية طرشي"...
14-غير كدة وكدة عندي احساس ان العملية اجرائيا حتى تمثيلية وأن العسكر حسم أمره من زمان بأنه يسلم السلطة الا لنفسه..