السبت، 26 مايو 2012

نهاية الحضارة وفناء الإنسان: مابعد نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية


محاولة لنقد الذات والتحليل الموضوعي بعد ما الواحد نام له شوية, علما بأنني مازالت على موقفي المٌحتقر للانتخابات والديمقراطية الليبرالية والمشارك فيها لاعتبارات تكتيكية وقتية:

1- أخطئنا في تقدير فرص صباحي في كسب تأييد قطاعات كبيرة من الشعب خارج دوائر التأثير المباشرة لأنصاره الي انا من الناس الي توقعت انها هتكون محدودة جدا. 


2- في نفس الوقت إنكار ان صعود حمدين بقوة في الاسابيع الاخيرة وحالة الاستقطاب الي كانت واقعة ما بين حمدين وابو الفتوح تسببت في تفتيت الاصوات هو إنكار للواقع (لو سلمنا بان الفروق بين الاتنين فروق ضئيلة في الحقيقة وان معيار الاختيار الوحيد كان يجب أن يكون قرب المرشح من الثورة وقدرته على خوض معركة تقويض الدولة الأمنية) - حمدين نجح في كسب أصوات كثيرة من الجمهور الواسع المؤمن بالتغيير والذي لا يُعرف نفسه بالضروة على انه من جمهور الثورة, لكن دة لا يمنع انه في نهاية الأمر اخد اصوات كتير من ابو الفتوح ومش قادر افهم الناس الي بتقاوح في الموضوع دة مع ان اصدقائي الي رافضين الاعتراف بالنقطة دي كلهم تقريبا بلا استثناء كانوا ناويين يصوتوا لابو الفتوح من شهر بالظبط وكلهم قلبوا حمدين في الاخر. من حقك تماما ان تعطي صوتك للمرشح الذي تعتبره أقرب الى فكرك ان وجد وليس عليك حرج في تغيير قرارك التوصيتي في الاسابيع او حتى اللحظات الاخيرة بس نفهم وتعترف بان في كتلة تصويتية لها وزن ثقيل نسبيا تقاسمها ابو الفتوح وحمدين هذا هو المقصود بالتفتيت--علما بان ابو الفتوح كان بادي من موقف متقدم جدا.


3- الحملتين (ابو الفتوح وصباحي) تعاملوا مع بعض على أساس قواعد التنافسية السياسية , لكن انا ملاحظ برضه ان في جنوح رومانسي عند الكثير من مؤيدي صباحي ومن اعضاء حملته الي شايفين ان حملته كانت تجسيد حي للمثالية الثورية على عكس حملة ابو الفتوح الانتهازية. حملة حمدين مارست تكسير العظام مع ابو الفتوح بكل ما اوتت من قوة واستغلت الاستقطاب الايديولوجي والهلع من "الإخوانجي الكامن بداخله" لصالحها وروجت له (وما كانت لتحقق الصعود المتسارع دة لولاه), وحملة ابو الفتوح ايضا استخدمت اساليب تكسير العظام فبلاش الأوهام دي الله لا يسيئكوا.



4- انا مقتنع تماما ان التفتيت خسرنا الانتخابات لكن في نهاية الأمر 40% من الشعب المصري صوت للمرشحين الأقرب للثورة و في المجمل 65% صوتوا ضد النظام السابق ودي مؤشرات ايجابية على وجود كتلة شعبية قلقة تمثل الأكثرية ولن ترضى بالخرا الذي سيترتب على انتخاب مرسي او الفشيخ.



5- مقتنع أيضا أن نجاح مرسي هو السيناريو الاكثر إيجابية ونسيب الاخوان يخوضوا معركة تكسير عظام مع المجلس العسكري والدولة العميقة وفي نهاية الامر احنا المستفيدين من الوضع دة ونستطيع استغلاله في تثبيت اقدامنا سياسيا وخلق قواعد انتخابية مستدامة للثورة أو لليسار في الشارع, الاخوان لن ينجحوا في اختراق اجهزة الدولة بسهولة اما صعود شفيق فهو يعني عودة الدولة الأمنية الى الصفوف الأمامية للحكم وكأن شيئأ لم يكن.



6- دة لا يعني اني هاصوت للاخوان لانهم طبعا تنظيم استبدادي ديكتاتوري ودة شئ واضح جدا من افعالهم وخطابهم كجماعة وكحزب وكافراد في الفترة الانتقالية.



7- وبغض النظر عن الاعتبارات السياسية والعملية, التصويت للفشيخ هو اختيار غير اخلاقي ومعناه بالنسبة لي موت الانسانية ونهاية الحضارة.



8- صدقتوني لما قلتلكم الاغتيالات السياسية هي الحل؟