الأربعاء، 1 مايو 2013

بارسونز وسبايز وانتصارات واخفافات المطالبين "بيوم العمل الطبيعي" منذ 1 مايو 1886..

ماي داي\عيد العمال هو برضه فرصة ظريفة لتذكير أصدقائي الليبراليين والعيال البضان الي بتستخدم مصطلح "شمامي الكلة" أو الي بيسخروا دائما من سذاجة الاشتراكية وبلاهة الأناركية, انه لولا شمامي الكلة الي اتقتلوا وأعدموا في أحداث ماي داي الأول عام 1886, مكانش بقى فيه 8 ساعات عمل (كما قال محمد خير "هتندهش لو عرفت كمية التفاصيل الاشتراكية في حياتك") وكان زمانك لسة مملوك فعليا لصاحب العمل, لا بتاخد--أنا بتكلم عليك لأني هافترض انك بتشتغل شغلانة مرتاحة مادام بتتكلم عن الوضعية وكارل بوبر والديمقراطية الليبرالية--معاش ولا تأمين صحي ولا أجازات ولا بتمضي حضور وانصراف. الأول من مايو هو ذكرى سلسلة من الاضرابات والمظاهرات في أمريكا في ثمانينات القرن التاسع عشر--العصر الذهبي للنقابات العمالية الأمريكية--التي كان لها مطلب واحد رئيسي بالنسبة لك النهاردة هو حاجة بديهية جدا: أن يتم تحديد ساعات العمل بـ8 ساعات في اليوم (أمريكا كانت متأخرة في الموضوع دة شوية). 1 مايو هو أول يوم يتم تنظيم فيه مسيرة في شيكاغو قوامها عشرات الالاف للمطالبة بظروف عمل أكثر عدلا لعمال القطاع الخاص والعام على حدَّ سواء, ودخل في نفس الوقت مئات الالاف في ولايات أمريكا المختلفة في سلسلة من الاضرابات لدعم المطلب. يوم 3 مايو حصل احتكاك ما بين العمال المضربين في مصنع مكورميك الشهير في شيكاجو والعمال المشاركين في كسر الاضراب تحت حماية 400 رجل شرطي, وانتهى بان الشرطة اطلقت الرصاص على تظاهرة العمال المضربين وقتلت اثنين. في اليوم التالي قررت اتحادات ونقابات عمالية مع عدد من العيال الأناركيين الي مربيين شنباتهم بتوع شيكاجو تنظيم مظاهرة في هاي ماركت اعتراضا على قتل اتنين من العمال بدم بارد. استمع المتظاهرين لعدد من الخطابات ثم تدخلت الشرطة لفض المظاهرة بقوة مع انها كانت مظاهرة سلمية وأمرت بتفريقها. في اللحظة دي في حد ألقى "قنبلة مونا" ومات 7 رجال شرطة, وأطلقوا الرصاص بعشوائية بعدها قتلت أربعة على الأقل وأصابت العشرات. 

طبعا التأثير المباشر للتطور العنيف للمسيرة كان كارثي على التنظيمات العمالية وأي حد له علاقة من قريب أو بعيد بالاشتراكية في أمريكا, وحالة ذعر وهلع انتشرت واستقرت لسنوات طويلة في المجتمع الأمريكي وساهم فيها الإعلام الي كان معادي بشدة للتنظيمات دي. واذا قارنت رد الفعل ده برد الفعل (المنعدم تقريبا) لقتل 2 من عمال مكورميك في اليوم الي قبله لمجرد انهم تظاهروا مطالبين يوم عمل يسمح للانسان بممارسة أشياء أخرى في حياته هتستعجب: حالة الاستعداء الشديد والاضطهاد لم تصب للعمال والاشتراكيين والأناركيين فقط ولكن شملت المهاجرين كلهم الي شكلوا جزء كبير من الطبقة العاملة وقتها--عمال ألمان وبوهيميين--من التشيك يعني--وسكاندينافيين بالأساس (مافيش حد ملون يعني لا سمح الله). وبعدين جابوا عدد من القيادات النقابية وأحد الكتاب الأناركيين المعروفين من الي القوا خطابات يوم 4 مايو وخاكموهم محاكمة هزلية تم انتقاء المحلفين فيها ببجاحة شديدة على أساس انحيازاتهم ضد "الإشتراكية" (في مناخ عام كان مبشرا ببداية الفزع الأحمر) والقاضي فيها كان منحاز انحياز لا يليق بمعالجة سينمائية رديئة حتى, وأعطت المحكمة أحكام متفرقة وتم اعدام أربعة منهم: أشهرهم ألبرت بارسونز والأناركي أوجوست سبايز المنظمين لمسيرة الأربعاء من مايو, على الرغم من أن المحكمة كانت مقتنعة أنهم لم ينفذوا الجريمة أصلا ولكن الاتهام كان على أساس التآمر وتهيئة الاجواء لاستهداف رجال الشرطة وهطل من هذا القبيل.

أمريكا لم تتعافي مطلقا الحقيقة من حالة الهلع الأحمر وان كان التاريخ أنصف منظمي المسيرة والمحكوم عليهم بالاعدام جزئيا--النهاردة المحاكمة بتعتبر فضيحة في تاريخ القضاء الأمريكي (وهو ما لم يمنع هذا النوع من الفضائح من التكرار بالمناسبة), وأول من ندد بها هو محافظ الينوي سنة 1893, والظريف ان جريدة نيويوك تايمز--نظير المصري اليوم ساعتها--التي ساهمت بشدة في تأجيج حالة الذعر, وعناوينها سنة 1886 كانت كلها شتيمة في "اليد الحمراء والأفكار الهدامة للأناركية" وتلفيق اتهامات للمنظمين ورثاء لرجال الشرطة الأبطال, هي نفسها الي في تلاتينات القرن التالي وصفت العمال المقتولين يوم واحد مايو بشهداء شيكاغو الأبرار. المهم انه بالرغم من التأثير المباشر الي فشخ الحركات العمالية بمطابها إلا انه بعدها بسنتين تم تنظيم مظاهرات عمالية عالمية (أغلبها في مدن العالم الغربي طبعا) مختلفة لرثاء من سقطوا في احداث شيكاغو عام 86 وللمطالبة "بيوم عمل طبيعي". الموضوع طوِّل حبتين--على الأقل في أمريكا التي لم تحصل على قانون فيدرالي موحد ينظم ظروف العمل ويحدد ساعات العمل الرسمية بأربعين ساعة في الأسبوع إلا في عصر روزفلت في ثلاثينات القرن العشرين, لكن مفهوم "يوم العمل الطبيعي" والذي ظهر في بريطانيا في أعقاب الثورة الصناعية لما كانت الناس بتشتغل 246 ساعة في اليوم وأخد دفعة حلوة مع ثورة 1848 وواجه مقاومة شديدة من الحكومات وأصحاب الأعمال في العالم الغربي, على منتصف القرن العشرين كان بقى أصبح حاجة مسلم بيها خلاص عقبال عندكم..وكله بسبب سخافات شمامي الكلة يا مؤمن..

الثلاثاء، 26 مارس 2013

في تعريف العنف وأنواعه المختلفة



عودة للنقاش بتاع العنف: في مشكلة رئيسية في تعريف العنف, بمنتهى الأمانة, ناس كتير عندها قصور في مفهومها للعنف, منشغلة فقط بأشكال معينة من العنف وعندها بلادة كاملة تجاه أشكال أخرى منتشرة وموجودة ومزعجة. بعض من هذا القصور يعود لارتباط تعريف العنف ذاته بالأطراف الي بتمارسه (تجريم الشخص وليس الفعل). دي مشكلة يبدو أنها ناتجة عن ارتباط فهمنا للعنف بما تم ارضاعه لنا في الكتب المدرسية والمسلسلات وما ترسخ في الوجدان الجمعي للمجتمعات الحديثة عن احتكار الدولة للعنف الشرعي, والذي يتعامل معه الكثير من الناس باعتباره أمر واقع لا يقبل النقد. يعني بدايةً بيكون في تسامح مطلق مع الدولة "كفكرة", بعدين بيحصل تراكم لممارسات عنيفة معينة من قبل الدولة والناس بتتعايش معاها بسبب توازنات القوة, فبقت مبلوعة ومسكوت عنها طالما أن من يمارسونها يرتدون زيا موحدا--بالرغم من أنها في بعض الأحيان تمثل أكثر أشكال العنف الموجودة في المجتمع لاإنسانية, ولكننا اصطلحنا على تسميتها "بانفاذ القوانين", ومهما كانت درجة فجاجتها بنعتبرها "إفراط في استخدام القوة".

لو بصينا على بعض من أشكال العنف المنتشرة--بدرجاتها المختلفة برضه--في مجتمعنا نظرة مجردة من الانحيازات هنلاقي:
- السحل والتعذيب واطلاق الرصاص على مواطن سايق عربيته من غير رخصة في رأسه عنف.
- ركوب المواصلات العامة في مصر عنف--عنف يومي بسيط ومتراكم.
- منع ناس معينة من الذهاب الي أماكن معينة هو عنف--توقيف الشرطة لناس شكلها يوحي بأنها لا تنتمي الي هذا الحي أو ذاك عنف, عنف غير قانوني. التهديد باستخدام العنف او معرفتك المسبقة بان عدم الانصياع قد يؤدي الي عنف, هو نوع من العنف--العنف المحتمل.
- التحرش عنف, خناقات طوابير العيش والبنزين عنف. الاعتداء الجنسي على المتظاهرات للسيطرة على المجال العام عنف.
- 73 واحد ماتوا في الاستاد عنف, 17 شخصا يموتون دهسا تحت مجنزرات الجيش عنف, و21 حكم بالاعدام--حتى قبل أن يتم تنفيذه--ضد أشخاص الكثير منهم لا يوجد دليل إدانة واحد حقيقي ضده, عنف, أو دعوة للعنف وهذا النوع من العنف اللاعقلاني لا يجد أمامه المواطن الا اللجوء للعنف المضاد--او للهستيريا--كما حدث خارج سجن بورسعيد. قتل حوالي 30 شخصا في حالة هستيريا خارج أسوار السجن هو درجة غير مسبوقة في لاعقلانية ووحشية العنف.
- انسداد القنوات الشرعية للتغيير من واقع المعيشة هو عنف, لأنه لا يترك سبيل إلا للعنف. الاعلان الدستوري كان عنيف جدا, عنف مكتوب في شكل قوانين, زي ما قوانين الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بالظبط كانت عنف لم يمارس بعد: يخلق العنف المضاد ثم يمارس العنف باسم "حماية القانون".

النقطة التانية هو ان الوقوف عند واقعة ما ورصدها بصورة منفصلة عن ما سبقها من وقائع على أنها بداية العنف هو محض تدليس. العنف من الدولة بدأ من زمان, المشكلة في قدرة الشخص الي بينتقد الواد الي ظهر فجأة خارج وزارة الداخلية ماسك طوبة في ايده على العودة بعقارب ساعته الي أكثر من تلات ساعات أو تلات أيام الي الوراء! اقد يكون أن "من يحارب الوحوش" يتحول ببطء الى وحش --ده واقع بيحصل لنا.. العنف أصبح جزء من الواقع المجتمعي المصري للكثير من الأسباب--هو كان طوله عمره جزء مبدئيا, حتى لو ماكنتش بتشوفه في الأحياء السكنية النموذجية بتاعتك, لكن تغير علاقات القوة في المجتمع مع استمرار انسداد القنوات الشرعية وسع من نطاقه. ده واقع من حقك ترفضه, لكن لن يتغير بأنك تصحي كل يوم الصبح تقول "إلي أين يا مسر"...

السبت، 15 ديسمبر 2012

تفكيك الأساطير المؤسسة للانطباع الي الاخوان واخدينه عن نفسهم أنهم بمرسي بحكومتهم ثوريين

تفكيك الأساطير المؤسسة للانطباع الي الاخوان واخدينه عن نفسهم أنهم بمرسي بحكومتهم ثوريين:

حكومة مرسي ليست حكومة ثورية, بل هي منحازة ضد أهداف الثورة منذ يومها الأول. ممكن تعتبرها على حق بس أبوس ايدك التمثيلية بتاعة الثورة في مواجهة الفلول دي لازم تنتهي بسرعة لحسن أنا هاموت من فرط الابتذال. مشكلة الاخوان انهم مسكوا في موضوع القضاء الشاخخ وخلوه هو المطلب الثوري الوحيد. اسمحوا لي طيب أشرح لكم المتناقضات العجيبة في تفسيركم لقرارات الرئيس (أنا بخاطب أصدقائي من الإخوان والإسلاميين والمتعاطفين معاهم أو المتعاطفين مع الرئيس ومع قراراته الأخيرة--أنتوا بالذات عارفين اني مش بتاع مواءمات سياسة ولا ذعر مزمن من الإسلاميين):

- ماينفعش تتكلم عن أركان النظام السابق وأنت متحالف معهم ومتقاسم للسلطة مع أجهزتهم القمعية, القرارات الثورية لم تمس الشرطة أو الجيش أو المخابرات, وهم العدو الأول والأقوي للثورة. راجع بيان وزير الداخلية ليلة الخميس وأنت تعرف أن الترتيبات السياسية التي تم استحداثها قائمة على تحالف مع الأجهزة القمعية الموجودة.
- مش عبد المجيد محمود هو الي عين أحمد جمال الدين وزير داخلية--وهو سفاح برتبة لواء من رجالات العادلي ومدير أمن أسيوط وقت اندلاع الثورة الي سحل مرات المرشد في شوارع أسيوط يوم 26 يناير.
- مش احنا ولا الفلول الي عينوا اللواء محمد زكي قائد وحدة المظلات المسئول عن عدة جرائم ارتكبت في فترة الثورة وأسوءها على الإطلاق مذبحة مجلس الوزرا (دة الي سحل البنت وقتل الشيخ عماد عفت) وعينه رئيسا للحرس الجمهوري.
- مش احنا برضه الي عينا خالد غرابة حكمدار اسكندرية وقت تعذيب سيد بلال حتى الموت وقمع المظاهرين في 28 يناير ودهسهم مساعد لوزير الداخلية.
- مجلس الشعب أبو الأغلبية الاخوانية مش مجلس الحزب الوطني هو الي ماطل في كل ما يتعلق باعادة هيكلة وزارة الداخلية والعدالة الاننقالية, علما بأن أنا شخصيا اشتغلت معاه فترة طويلة على إعداد قانون لتطهير وزارة الداخلية وتعديل قانون هيئة الشرطة, والقانون اتركن على جنب لمدة تلات شهور قضوها تبويس ونفاق في وزير الداخلية انذاك محمد ابراهيم ومساعده جمال الدين وفي الاخر التعديل الوحيد الذي تم تمريره على قانون هيئة الشرطة هو رفع الأجور والحوافز لضباط وأفراد الشرطة.
- الحكومة الحالية بقضاتها "الثوريين" هما برضه الي كل ما كنا بجتمع بيهم للنقاش حول أي آلية لفرملة التعذيب والقتل العشوائي المستمر داخل جهاز الشرطة يعلنون رفضهم الاقتراب من قريب أو بعيد من الشرطة رعم ارتفاع وتيرة قمعها وعنفها عشان "مايهدوش الدولة".
- بعضكم يعرف كويس بحكم عمله أن عدد الناس الي بيموتوا في الأقسام تضاعف في السنة الي فاتت, وعندنا أرقام وأدلة, وعندما كنا نقدمها لمسشارين الرئبس كانوا بيقولولنا انها حالات فردية (نفس رد حكومات المخلوع) أو بيعملوا هولنديين ويتظاهروا بالاندهاش.
- التأسيسية الي قرارات المرسي الثورية حصنتها من الجل هي الي صاغت المواد الخاصة بمجلس الدفاع الوطني ووضعية القوات المسلحة وحماية ميزانيتها من الرقابة البرلمانية (ترسيخ حكم العسكر ودولة الطوائف).
- الجيش الي مرسي متحالف ومتصالح معاه هو الي من أسبوع احتل جزء من جزيرة القرصاية وقتل واحد على الأقل من ولادها وهو بيضرب عليهم نار وهما بيهربوا في المياة لانه جيش تعود لواءاته على سرقة مال النبي. وبالمناسبة يومها لما زميلة لينا اتصلت بنائب الرئيس محمود مكي (الثوري المستقل) ليتدخل مكانش عارف حاجة, ولما قلنا له عن بيان المتحدث الرسمي باسم قوات الاحتلال المحلية والذي أعلنت فيه أحقية استيلائها على الأرض بدعوى انها محور ارتكاز (زي حسني عبد ربه كدة), قال لنا ايه دة هو قال كدة بجد؟ ولم يحدث أي تدخل طبعا والجيش سرق الأرض وبيحاكم الناس الي معرفش يقتلهم عسكريا.
- وعلى سيرة المكاوية الثوريين, أحمد مكي وزير العدل وهو له دور رئيسي في كل محاولات خلق سلطوية جديدة محصنة بالتشريع, من ساعة ما مسك منصبه, حاول يدفع بقانون الطوارئ مجددا وهو الي هيطلع منه قوانين تعطي للشرطة صلاحيات قمعية واسعة في الأسابيع القادمة. وهو منحاز انحياز شديد الي جهاز الشرطة الإجرامي (ولما كنا بنحاول نرتب لمؤتمر أكاديمي عن اصلاح منظومة العدالة الجنائية بمشاركة وزارة العدل رفض استخدام كلمة إصلاح حتى مش تطهير وطلب مننا أن " نطهر أنفسنا من كراهية الشرطة" (الكلام دة قاله بالحرف الواحد). 

الأمثلة كتير الحقيقة وممكن أقعد تلات ساعات أعدد فيها من واقع احتكاكي المباشر بالأشكال دي ومن واقع المعايشة اليومية الي أي بهيم حاسه. بلاش نضحك على بعض بأوهام الانحياز للثورة. قرارات الرئبس المتعلقة باعادة المحاكمات خاوية من أي مضمون - النيابة وجهاز الشرطة بينهم علاقة تكافلية مستمرة حتى الآن والنيابة تعتمد في تجقيقاتها على تحريات الشرطة سواء في جرائم قتل المتظاهرين أو في حالات القتل والتعذيب المستمرة من قبل جهاز الشرطة الي طبعا عمره ما هيدين نفسه, والوضع دة مش هيتغير. قانون حماية مكتسبات يحمل ضمنيا تحصين لطنطاوي والمجلس العسكري فهو لا يتحدث الا عن النظام السابق.

بديهي قوي أني أقول للمدافعين ما تتكلمش عن الثورة لو سمحت وأنت متصالح ومتسامح ومتعاون ومتحالف مع أسوأ اعداء الثورة على الاطلاق, ماتعايرش الي قاعدين مع أمثال الزند وعمرو موسى على سقطتهم الأخلاقية وأنت نازل تبويس في طنطاوي وأحمد جمال الدين الساحل_بأمر_العادلي في الرايحة والجاية. لا تختزل النظام السابق في عبد المجيد محمود--ماتبقاش زي المجلس العسكري الي كان فاكر ان الثورة قامت ضد زهير جرانة وبس على رأي الصديق أسامة دياب. الثورة دائما على حق ودائما في الشارع والشارع ملك للجميع, أما السياسيون فهم أحيانا مع الجق وأحيانا ضده حسب المواءمات التي يتطلبها الظرف والي عايز يركب على الثورة دلوقتي وهو منتمي الى النظام السابق مايفرقش عن أمثال محمود غزلان الي ركبوا على الثورة وهم يسبونها سرا وأحيانا جهارا, القاسم المشترك بين من في الحكم والمعارضين المتلونين هو ان الاتنين دولاتيين الي أقصى الحدود ولا يلجأون الى الثورة الا لما ما يلاقوش غيرها أنما في جميع الحالات هما مع الدولة القمعية وهيرجعولها لما زي ما الاخوان رجعوا لأحضانها برضه..

أيد براحتك لو أنت شايف أن الإعلان والقرارات التي تبعته في مصلحتك أو حتى لو أنت مقتنع أنه في مصلحة الوطن بس أرجوك كفاية مرمطة في الثورة. الرئيس لم ينحاز للثورة ولا للعدالة الاجتماعية ولم يحاول الاصطدام بالأجهزة الأمنية والقمعية مرة واحدة عشان اقتنع ان تحصينه لقراراته هو حماية للثورة. وبعدنا هو احنا لسة هنعلم الناس ان السلطة مطلقة مفسدة مطلقة؟ هما الاخوان مش ناويين يتعلموا من درس 54 أبدا؟ الي المفروض انهم أكثر من عانى منه؟

على رأي علاء عبد الفتاخ - احنا اسفين يا بديهيات..

الأحد، 14 أكتوبر 2012

عن العفو الرئاسي والعدالة الاجتماعية التي لم تتحقق إلا يوم 28 يناير


مستشار الرئيس محمد فؤاد جاد الله بيقول إن العفو الرئاسي يشمل ما يقرب من 2500 شخص, ويشمل كل من ارتكب جناية أو جنحة أو شرع في ارتكابها وكان الهدف منها مناصرة الثورة أو تحقيق أهدافها, ويعد باسقاط قضايا محمود محمود ومجلس الوزراء والعباسية. العفو على أساس مناصرة الثورة وإسقاط القضايا دي خطوة مهمة وإيجابية وفيها اعتراف بالشرعية الثورية التي لا يمكن أن تظل حبيسة القوانين التي قامت الثورة عليها--القضايا دي كانت أكبر تمثيل لتناقض الخطاب الحكومي الي بيعترف أحيانا تحت ضغط بشرعية الثورة وبرضه بيحاكم الي بيحدفوا طوب على الشرطة..


لكن يظل العفو الرئاسي ناقصا. المستفيد منه هم الثوار, ولهذا السبب القرار سيلاقي ترحيب من قطاعات واسعة ومن الثوار أنفسهم طبعا, لكن الثوار مش هما لوحدهم الي عانوا من ظلم وبطش وعشوائية القضاء العسكري في الـ18 شهر. يستثني من القرار من حوكم بتهم "السرقة بالاكراه" و"القتل" "وترويع الآمنين". للعلم المتظاهرين لما كانوا بيُعتقلوا كان في رزمة تهم كدة جاهزة للتلفيق ليهم--منها أحيانا حيازة مفرقعات وأسلحة, والرئاسة معترفة ضمنيا في إصدارها العفو أن المتظاهرين كان يتم توجيه اتهامات لهم مختلقة تماما. بنفس المنطق كان القضاء العسكري بيتعامل مع الناس في الشارع, بعيدا عن السياسة. أطفال كتير اتحاكموا, وقبض عشوائي لناس وحرمان من حقهم في حضور محامي. الناس كان بيتفلق لها تهم أكثرها شيوعا هي ترويع الآمنين, يا إما عشان خنافة في الشارع, أو ممكن يكون الشخص حرامي فعلا واتلفق له تهمتين تلاتة فوقيهم احتياطي, أو لارتكاب مخالفات إدارية, أو عشان واجد اتخانق مع ظابط جيش او حك باب عربيته--القضاء العسكري شديد الانحطاط, وضباط الجيش كان عندهم حالة استمناء سلطوي غير مسبوقة...



يوم 3 فبراير لما اعتقلت من الجيش لمدة يوم كانت بداية إدراكي للدور الي الجيش كان بيلعبه في الثورة. قعدت معتقل معاهم يوم واحد اتقبض فيه على كمية بشر مش طبيعية. أغلبهم كانوا ناس شكلهم غلبان أو "غلط"..وجريمتهم كانت التواجد في المكان الغلط في الوقت الغلط. يا إما ناس مش فارق معاها إن في ثورة وحظر تجول ورايخين شغلهم, يا اما الفضول دفعهم للتواجد في أماكن غير مسموج لأمثالهم بالتواجد فيها مستغلين الظرف الثوري, والي منهم كان بيشحت أو حتى بيسرق..ومنهم ناس كانت رايحة التحرير--الضباط كانوا رابطين واحد جنبي كبير في السن وشكله غلبان. سألوه "وأنت كنت رايح فين؟" فال لهم أنا رايح التحرير أجيب حقي, قعدوا يتسلوا عليه نص ساعة "أنت فاكر نفسك من شباب الثورة أنت كمان؟"..تعريف الثورة على أنها "ثورة شباب" فتح الباب لظلم وقمع ناس كتير..تاني يوم إتكومنا في ميكروباص كلنا وعيوننا متعصبة وخدونا الي وجهة لم نعلمها. في منتصف الطريق أطلق سراحي أنا وزملائي "عشان احنا متعلمين وولاد ناس" على حد قول ضابط المخابرات الحربية. معرفش الناس التانية حصل لهم ايه, أغلب الظن انهم ما زالوا في سجون العسكر...أنا بشعر بذنب وعجز شديد لما أفتكر الناس دي--العدل الحق هو اطلاق سراح أي حد اتحاكم عسكريا في السنتين لان دي مش مجاكمات اصلأ, أيا كانت التهم. 



القرار اذا أنصف الثوار لكن مافيش نظام سياسي مالوش مظاليم, مهما كان مستوى المشاركة السياسية الي بيسمح بيه. لا بد من وجود مهمشين, بلا صوت أو وزن سياسي, وبلا منفذ الى الآليات الي تسمح لهم بالشكوى من الظلم الواقع عليهم. فيتعايشون مع الظلم, حتى تتيح لهم الفرصة التاريخية النادرة أن يحصلوا على ما لم يستطيعوا انتزاعه أبدا عن طريق القنوات الرسمية--التعبير عن رفضهم لواقعهم, زي يوم 28 يناير. 



يوم 28 يناير هو اليوم الوحيد الي تحقق فيه العدل. شعار العدالة الاجتماعية دة الي تم تفريغه من كل مضمون--لم يتحقق إلا ما بين عصر 28 يناير وغروب الشمس يوم 29 يناير. كل ما حدث بعد ذلك هو محاولة لإحتواء آثار هذا اليوم...الثورة دخلت الطور "العلق" والمطالب أصبحت مطالب سياسية تقليدية "إسقاط رئيس ودستور جديد", المساواة الحقة مطلب يصعب صياغته بوضوح--ولهذا السبب يدخل في طور التنفيذ وش كدة في لحظات الثورة, وبسبب كلفته العالية بالنسبة لمن يملكون وزنا سياسيا, فالتنفيذ لا يمكن أن يستمر أكثر من يوم أو أسبوع...



عشان كدة أنا بحلم بتكرار 28 يناير. مش عشان أنا فوضوي أو معادي للديمقراطية, لأن دة اليوم الوحيد الي كان في مساواة وعدل حقيقيين--ونفرج عن الي هيفضلوا محبوسين..

الأحد، 9 سبتمبر 2012

باتمان النهضة..

ما زال طائر النهضة يحلق فوق سماء البلاد, يسهر عليها ليحميها من الخارجين عن الشرعية, ينتظر الفرصة للانقضاض (زي باتمان بالظبط) على اللصوص وقطاع الطرق والباعة الجائلين والسريحة وسكان العشوائيات والمحرومين من الخدمات العامة الذين يسرقون الكهرباء والمياة ويزحفون زحفهم الفوضوي على الجيتو العمراني الذي يسكن فيه المواطنين الحقيقيين.

طائر النهضة يعمل جاهدا لتنفيذ مشروع النهضة--لا أعني مشروع النهضة الاخواني وانما المشروع السياسي السائد في العالم كله. الطبقة الحاكمة في مصر تسير على خطى سابقتها: تريد أن تنهض بمصر (مصر الكيان التجريدي) . فكر النهضة له أولوياته, يريد لنا ان نصبح في مقدمة الدول من حيث معدلات التمو الاقتصادي والريادة الرياضية والقوة العسكرية. ومشروع النهضة السريعة أمامه الكثير من المعوقات--أهم هذه المعوقات سكان مصر الذين يطالبون بحقوق تستنفذ موارد الدولة. فاذا اعطينا الأولوية للتعليم وللسكن ولتوفير الرعاية الصحية للأغلبية المهمشة والتي لا تستطيع ان تساهم اسهاما سريعا في مشروع النهضة لن تقوم لنا نهضة.

عدد قليل من الناس يستطيع الاستفادة من مشروع النهضة, الفئة الحاصلة على قسط من التعليم وتتحدث أكثر من لغة وتملك القدرة على تطوير الذات والاستزادة من التعليم والتوظيف في مجالات الاتصالات والتطوير العقاري الخ الخ. أما الاغلبية فلا تجد سبيل للارتقاء بمستواها المعيشي الا عن طريق العمل غير الرسمي. نريد لهم أن يعملوا رجال أمن في القرية الذكية وفي المنشآت السياحية, ويريدون ان يتاجروا في بضاعتهم التي تلقى رواجا في وسط البلد فتزيد من دخلهم وتمنح لهم قدر من الحرية والتحكم في أسلوب حياتهم. ولكن هذا لا يتناسب مع مشروع النهضة..

لا نستطيع تمكين هذه الجحافل من البشر بالايقاع الذي يتناسب مع طموحاتهم. الطموح ترف لا يكلمه الجميع, على هؤلاء أن يرضوا بقليلهم أو أن يودعوا في البوكس--فنهضتنا تحتاج الى السوبرمان النيتشاوي (كما فهمه الفاشيون بقراءتهم الانتقائية), وتحتاج إليه حالا, المواطن غير المتعلم والمعاق والمصاب بالأنيميا لن يستطيع تلبية احتياجات النهضة بالسرعة المطلوبة.

يبقى ييجي يمين أو شمال شوية كدة عشان ورانا شغل..أنا شفت طائر النهضة دة فين قبل كدة يا ربي؟





الجمعة، 1 يونيو 2012

حاسس لتاني مرة إني واقف قدام صينية كنافة محشية طرشي..


تحذير اذا وجدت أن المقدمات في هذه النوت لا تؤدي بالضرورة الى الاستنتاجات الي هوصلها في الاخر فلا تلومني فهذا ليس ذنبي وإنما ذنب الزمن الذي نعيشه وهو زمن كما تعلمون يشرب فيه السمك القهوة ويلعب فيه الفيل الطاولة زي ما قال الشاعر المجهول.

1-  هناك نقطة اساسية يجب ان يبدأ النقاش منها وأرجو من اصدقائي من شباب\مؤيدي الاخوان محاولة التعاطي بجدية مع هذه الفكرة : الثورة قامت ضد كل اشكال الاستبداد وغياب العدالة, هي ليست ثورة ضد الحزب الوطني و أذنابه وزبالته وبقاياه فقط كما حاول العسكر ان يصوروا لنا من قبل وكما يحاول البعض ان يصور لنا الان. وهناك اسباب موضوعية أدت الى انفصال الاخوان عن المعسكر الثوري في الوعي الجمعي وسأتناولها لاحقا.
2– نقطة اخرى يجب توضيحها للزملاء المصرين على أنه لا مفر من ثنائية "العسكر – الاخوان" . اولا هذه ثنائية مزيفة فهي تتجاهل العديد من البدائل المتاحة (زي الثورة كدة) واذا كان هذا الاختيار يعني الفوضى فأهلا بالفوضى كما قالت لنا كنودوليزا رايس في اجتماع سري. وبالنسبة للإخوة الذين يقولون ان المقاطعة فعل سلبي : كلامك فيه شئ من الصحة لو أنت مؤمن ان الانتخابات هي الالية الوحيدة المتوفرة للتغيير , اما انا اصلا مش مؤمن بالديمقراطية الليبرالية\النيابية واهتمامي الأكبر هو بالتنظيم والتكتل المجتمعي على المستوى القاعدي و بتجذير المجال السياسي الناشئ خارج اطار مؤسسات الدولة لان هذه التنظيمات هي القادرة على انتزاع الحقوق من المؤسسات السياسية (منتخبة او مش منتخبة). ومشاركتي في الجولة الأولى من الانتخابات كانت مشاركة انتهازية بحتة وجاءت بعد تردد طويل أصلا ولم يتحقق الهدف الذي كنت اسعى إليه منها ولكنها كما قلنا كانت مجرد مشاركة تكتيكية.
3-  نقطة ثالثة يجب توضيحها : لا وجه للمقارنة بين شفيق ومرسي, شفيق مجرم وحرامي ويجب ان يحاكم أو ان يُسحل من القاهرة الى الفيوم.
4-  بالرغم من هذا فالتاريخ هو عامل واحد فقط في القرار اذا قررنا نحن الساخطون المشاركة. السؤال الذي لا نستطيع تجاهله هو: هل توجد مؤشرات حقيقية على سلطوية الاخوان التي تجعلنا مناهضين لهم حتى ولو اصبحوا اخر من يقف في مواجهة العسكر (لو افترضنا جدلا ان الانتخابات هي اخر المواجهات مع العسكر وهو فرض خاطئ في الأساس)؟
5-  مبدئيا برضه انا لا اعاني من الاسلاموفوبيا رغم اختلافي مع التيار الاسلامي في كل حاجة تقريبا فتوقفوا عن اتهامي بالتأثر بما ينشره الاعلام "المضلل", وقد قمت بانتخاب ابو الفتوح سابقا وبفكر اساسا أصوت لمرسي نكاية في الطبقى الوسطي المصرية المذعورة والي تخشى من القفز في المجهول , ودة هيبقى تصويت انتقامي بمنطق "كرسي في الكلوب" (أو مرسي في الكلوب—ااااو) مش اكتر.
6- الاخوان مشروع سلطوي استبدادي واحتكاري , وأكثرهم سلطوية هو خيرت الشاطر الذي ينتمي الى مدرسة الرأسمالية الوحشية لكن بدقن وبدون فساد ومع ازدياد موازي للنشاطات الخيرية وهو مع احترامي للأصدقاء الي بيحبوا الشاطر فكر مضاد للثورة التي قامت من أجل ان يعود المهمشون الى المجتمع وليس من أجل تقنين هذه الثنائية الاجتماعية "أغنياء – فقراء يقتاتون على عطف الأغنياء".
7-  أما عن السلطوية فأنا لا أتحدث من فراغ : مشروع  قانون الحريات النقابية المكتسب الرئيسي للثورة أجاروا عليه بمشروعهم الذي يفرغه تماما من اي مضمون ويحول النقابات الى نوادي ومراكز خدمية. تعديل قانون القضاء العسكري تم تمريره بضغط من ممدوح شاهين في برلمان يسيطرون عليه وهو تعديل يرسخ للمحاكمات العسكرية للمدنيين العدو الرئيسي للثورة. اما عن استعدادهم لتقاسم السلطة مع العسكر وفشخ الشعب وخيانة الثورة فهناك الكثير من الأمثلة عليه.
8- أبسط مثال هو بكاء أكرم الشاعر كبير الافاقين بكاءً مصطنعاً على شهداء الثورة في الجلسة الاولى للبرلمان ثم خروجه علينا ليدافع عن رجال الشرطة البواسل اثناء مواجهات شارع منصور ويبرئهم ويجرم الثوار وموقف الكتاتني الذي قرر إعفاء وزير الداخلية من المسئولية وانحاز الى روايته البلهاء (مافيش خرطوش والخرطوش كان بيخرم حيطان مجلس الشعب وهما بيتناقشوا اساسا) في نقس الوقت الذي كانت ترقد فيه واحدة من صديقاتنا في المستشفى وجسمها عامل زي المصفاة من الخرطوش ودي مجرد أمثلة بسيطة—احساسنا بالغدر مش جاي من تخاريف ابراهيم عيسى يعني.'
9-الثورة لديها خيار ثالث على كل حال والانتخابات لم تكن يوما ولن تكون ابدا نهاية المطاف. ورغم احتقاري للمؤسسات السياسية الرسمية إلا أن المعسكر الثوري يملك خيار سياسي يكمن في استغلال النجاح الجزئي في الانتخابت من أجل بناء قواعد سياسية مستدامة لليسار (الذي يعتبر مرادفا للثورة أو للتغيير الثوري بالمناسبة للناس الي مش فاهمة) وهو ما يرى البعض انه يتطلب الانفصال عن الفرز السياسي الحالي الذي نتج عن الانتخابات
10- اما بالنسبة للاقتراح المطروح من البعض لتشكيل جبهة في مواجهة النظام بناء على وثيقة التفاهم فاقترح على اصدقائي من التيار الاسلامي التوقف عن التفكير بمنطق عقدة الاضطهاد والولولة ودراسة الاقتراح بجدية.
11- لو حد قال لي "ضمانات ايه واحنا بنغرق" هالطشه قلم عشان يبطل هلع واقول له احنا مش بنغرق ركز واقرا الي فوق تاني.
12– رغم كل هذا ورغم ان موقفي الشخصي حتى الان يميل الى المقاطعة فهناك أسباب قليلة تجلعني افكر أحيانا في التوصيت لمرسي. أولها هو الحديث الذي أدلى به الفشيق للغرفة التجارية الأمريكية. وثانيها شكلي بحت (هنبقى أضحوكة العالم لو ابن الجزمة الي امه متوحمة على شريط ترامادول دة بقى اسمه رئيس جمهورية). وثالثها أنني بدأت اؤمن فعلا ان وصول الفريق ترامادول للرئاسة سيكون له تأثير سلبي جدا على الثورة السورية وتأثير ايجابي على معنويات الأنظمة العربية.
13-ولما بفكر في الاختيار دة بافتكر طبعا جملة اللمبي الخالدة "حاسس اني واقف قدام صينية كنافة محشية طرشي"...
14-غير كدة وكدة عندي احساس ان العملية اجرائيا حتى تمثيلية وأن العسكر حسم أمره من زمان بأنه يسلم السلطة الا لنفسه..


السبت، 26 مايو 2012

نهاية الحضارة وفناء الإنسان: مابعد نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية


محاولة لنقد الذات والتحليل الموضوعي بعد ما الواحد نام له شوية, علما بأنني مازالت على موقفي المٌحتقر للانتخابات والديمقراطية الليبرالية والمشارك فيها لاعتبارات تكتيكية وقتية:

1- أخطئنا في تقدير فرص صباحي في كسب تأييد قطاعات كبيرة من الشعب خارج دوائر التأثير المباشرة لأنصاره الي انا من الناس الي توقعت انها هتكون محدودة جدا. 


2- في نفس الوقت إنكار ان صعود حمدين بقوة في الاسابيع الاخيرة وحالة الاستقطاب الي كانت واقعة ما بين حمدين وابو الفتوح تسببت في تفتيت الاصوات هو إنكار للواقع (لو سلمنا بان الفروق بين الاتنين فروق ضئيلة في الحقيقة وان معيار الاختيار الوحيد كان يجب أن يكون قرب المرشح من الثورة وقدرته على خوض معركة تقويض الدولة الأمنية) - حمدين نجح في كسب أصوات كثيرة من الجمهور الواسع المؤمن بالتغيير والذي لا يُعرف نفسه بالضروة على انه من جمهور الثورة, لكن دة لا يمنع انه في نهاية الأمر اخد اصوات كتير من ابو الفتوح ومش قادر افهم الناس الي بتقاوح في الموضوع دة مع ان اصدقائي الي رافضين الاعتراف بالنقطة دي كلهم تقريبا بلا استثناء كانوا ناويين يصوتوا لابو الفتوح من شهر بالظبط وكلهم قلبوا حمدين في الاخر. من حقك تماما ان تعطي صوتك للمرشح الذي تعتبره أقرب الى فكرك ان وجد وليس عليك حرج في تغيير قرارك التوصيتي في الاسابيع او حتى اللحظات الاخيرة بس نفهم وتعترف بان في كتلة تصويتية لها وزن ثقيل نسبيا تقاسمها ابو الفتوح وحمدين هذا هو المقصود بالتفتيت--علما بان ابو الفتوح كان بادي من موقف متقدم جدا.


3- الحملتين (ابو الفتوح وصباحي) تعاملوا مع بعض على أساس قواعد التنافسية السياسية , لكن انا ملاحظ برضه ان في جنوح رومانسي عند الكثير من مؤيدي صباحي ومن اعضاء حملته الي شايفين ان حملته كانت تجسيد حي للمثالية الثورية على عكس حملة ابو الفتوح الانتهازية. حملة حمدين مارست تكسير العظام مع ابو الفتوح بكل ما اوتت من قوة واستغلت الاستقطاب الايديولوجي والهلع من "الإخوانجي الكامن بداخله" لصالحها وروجت له (وما كانت لتحقق الصعود المتسارع دة لولاه), وحملة ابو الفتوح ايضا استخدمت اساليب تكسير العظام فبلاش الأوهام دي الله لا يسيئكوا.



4- انا مقتنع تماما ان التفتيت خسرنا الانتخابات لكن في نهاية الأمر 40% من الشعب المصري صوت للمرشحين الأقرب للثورة و في المجمل 65% صوتوا ضد النظام السابق ودي مؤشرات ايجابية على وجود كتلة شعبية قلقة تمثل الأكثرية ولن ترضى بالخرا الذي سيترتب على انتخاب مرسي او الفشيخ.



5- مقتنع أيضا أن نجاح مرسي هو السيناريو الاكثر إيجابية ونسيب الاخوان يخوضوا معركة تكسير عظام مع المجلس العسكري والدولة العميقة وفي نهاية الامر احنا المستفيدين من الوضع دة ونستطيع استغلاله في تثبيت اقدامنا سياسيا وخلق قواعد انتخابية مستدامة للثورة أو لليسار في الشارع, الاخوان لن ينجحوا في اختراق اجهزة الدولة بسهولة اما صعود شفيق فهو يعني عودة الدولة الأمنية الى الصفوف الأمامية للحكم وكأن شيئأ لم يكن.



6- دة لا يعني اني هاصوت للاخوان لانهم طبعا تنظيم استبدادي ديكتاتوري ودة شئ واضح جدا من افعالهم وخطابهم كجماعة وكحزب وكافراد في الفترة الانتقالية.



7- وبغض النظر عن الاعتبارات السياسية والعملية, التصويت للفشيخ هو اختيار غير اخلاقي ومعناه بالنسبة لي موت الانسانية ونهاية الحضارة.



8- صدقتوني لما قلتلكم الاغتيالات السياسية هي الحل؟