السبت، 15 ديسمبر 2012

تفكيك الأساطير المؤسسة للانطباع الي الاخوان واخدينه عن نفسهم أنهم بمرسي بحكومتهم ثوريين

تفكيك الأساطير المؤسسة للانطباع الي الاخوان واخدينه عن نفسهم أنهم بمرسي بحكومتهم ثوريين:

حكومة مرسي ليست حكومة ثورية, بل هي منحازة ضد أهداف الثورة منذ يومها الأول. ممكن تعتبرها على حق بس أبوس ايدك التمثيلية بتاعة الثورة في مواجهة الفلول دي لازم تنتهي بسرعة لحسن أنا هاموت من فرط الابتذال. مشكلة الاخوان انهم مسكوا في موضوع القضاء الشاخخ وخلوه هو المطلب الثوري الوحيد. اسمحوا لي طيب أشرح لكم المتناقضات العجيبة في تفسيركم لقرارات الرئيس (أنا بخاطب أصدقائي من الإخوان والإسلاميين والمتعاطفين معاهم أو المتعاطفين مع الرئيس ومع قراراته الأخيرة--أنتوا بالذات عارفين اني مش بتاع مواءمات سياسة ولا ذعر مزمن من الإسلاميين):

- ماينفعش تتكلم عن أركان النظام السابق وأنت متحالف معهم ومتقاسم للسلطة مع أجهزتهم القمعية, القرارات الثورية لم تمس الشرطة أو الجيش أو المخابرات, وهم العدو الأول والأقوي للثورة. راجع بيان وزير الداخلية ليلة الخميس وأنت تعرف أن الترتيبات السياسية التي تم استحداثها قائمة على تحالف مع الأجهزة القمعية الموجودة.
- مش عبد المجيد محمود هو الي عين أحمد جمال الدين وزير داخلية--وهو سفاح برتبة لواء من رجالات العادلي ومدير أمن أسيوط وقت اندلاع الثورة الي سحل مرات المرشد في شوارع أسيوط يوم 26 يناير.
- مش احنا ولا الفلول الي عينوا اللواء محمد زكي قائد وحدة المظلات المسئول عن عدة جرائم ارتكبت في فترة الثورة وأسوءها على الإطلاق مذبحة مجلس الوزرا (دة الي سحل البنت وقتل الشيخ عماد عفت) وعينه رئيسا للحرس الجمهوري.
- مش احنا برضه الي عينا خالد غرابة حكمدار اسكندرية وقت تعذيب سيد بلال حتى الموت وقمع المظاهرين في 28 يناير ودهسهم مساعد لوزير الداخلية.
- مجلس الشعب أبو الأغلبية الاخوانية مش مجلس الحزب الوطني هو الي ماطل في كل ما يتعلق باعادة هيكلة وزارة الداخلية والعدالة الاننقالية, علما بأن أنا شخصيا اشتغلت معاه فترة طويلة على إعداد قانون لتطهير وزارة الداخلية وتعديل قانون هيئة الشرطة, والقانون اتركن على جنب لمدة تلات شهور قضوها تبويس ونفاق في وزير الداخلية انذاك محمد ابراهيم ومساعده جمال الدين وفي الاخر التعديل الوحيد الذي تم تمريره على قانون هيئة الشرطة هو رفع الأجور والحوافز لضباط وأفراد الشرطة.
- الحكومة الحالية بقضاتها "الثوريين" هما برضه الي كل ما كنا بجتمع بيهم للنقاش حول أي آلية لفرملة التعذيب والقتل العشوائي المستمر داخل جهاز الشرطة يعلنون رفضهم الاقتراب من قريب أو بعيد من الشرطة رعم ارتفاع وتيرة قمعها وعنفها عشان "مايهدوش الدولة".
- بعضكم يعرف كويس بحكم عمله أن عدد الناس الي بيموتوا في الأقسام تضاعف في السنة الي فاتت, وعندنا أرقام وأدلة, وعندما كنا نقدمها لمسشارين الرئبس كانوا بيقولولنا انها حالات فردية (نفس رد حكومات المخلوع) أو بيعملوا هولنديين ويتظاهروا بالاندهاش.
- التأسيسية الي قرارات المرسي الثورية حصنتها من الجل هي الي صاغت المواد الخاصة بمجلس الدفاع الوطني ووضعية القوات المسلحة وحماية ميزانيتها من الرقابة البرلمانية (ترسيخ حكم العسكر ودولة الطوائف).
- الجيش الي مرسي متحالف ومتصالح معاه هو الي من أسبوع احتل جزء من جزيرة القرصاية وقتل واحد على الأقل من ولادها وهو بيضرب عليهم نار وهما بيهربوا في المياة لانه جيش تعود لواءاته على سرقة مال النبي. وبالمناسبة يومها لما زميلة لينا اتصلت بنائب الرئيس محمود مكي (الثوري المستقل) ليتدخل مكانش عارف حاجة, ولما قلنا له عن بيان المتحدث الرسمي باسم قوات الاحتلال المحلية والذي أعلنت فيه أحقية استيلائها على الأرض بدعوى انها محور ارتكاز (زي حسني عبد ربه كدة), قال لنا ايه دة هو قال كدة بجد؟ ولم يحدث أي تدخل طبعا والجيش سرق الأرض وبيحاكم الناس الي معرفش يقتلهم عسكريا.
- وعلى سيرة المكاوية الثوريين, أحمد مكي وزير العدل وهو له دور رئيسي في كل محاولات خلق سلطوية جديدة محصنة بالتشريع, من ساعة ما مسك منصبه, حاول يدفع بقانون الطوارئ مجددا وهو الي هيطلع منه قوانين تعطي للشرطة صلاحيات قمعية واسعة في الأسابيع القادمة. وهو منحاز انحياز شديد الي جهاز الشرطة الإجرامي (ولما كنا بنحاول نرتب لمؤتمر أكاديمي عن اصلاح منظومة العدالة الجنائية بمشاركة وزارة العدل رفض استخدام كلمة إصلاح حتى مش تطهير وطلب مننا أن " نطهر أنفسنا من كراهية الشرطة" (الكلام دة قاله بالحرف الواحد). 

الأمثلة كتير الحقيقة وممكن أقعد تلات ساعات أعدد فيها من واقع احتكاكي المباشر بالأشكال دي ومن واقع المعايشة اليومية الي أي بهيم حاسه. بلاش نضحك على بعض بأوهام الانحياز للثورة. قرارات الرئبس المتعلقة باعادة المحاكمات خاوية من أي مضمون - النيابة وجهاز الشرطة بينهم علاقة تكافلية مستمرة حتى الآن والنيابة تعتمد في تجقيقاتها على تحريات الشرطة سواء في جرائم قتل المتظاهرين أو في حالات القتل والتعذيب المستمرة من قبل جهاز الشرطة الي طبعا عمره ما هيدين نفسه, والوضع دة مش هيتغير. قانون حماية مكتسبات يحمل ضمنيا تحصين لطنطاوي والمجلس العسكري فهو لا يتحدث الا عن النظام السابق.

بديهي قوي أني أقول للمدافعين ما تتكلمش عن الثورة لو سمحت وأنت متصالح ومتسامح ومتعاون ومتحالف مع أسوأ اعداء الثورة على الاطلاق, ماتعايرش الي قاعدين مع أمثال الزند وعمرو موسى على سقطتهم الأخلاقية وأنت نازل تبويس في طنطاوي وأحمد جمال الدين الساحل_بأمر_العادلي في الرايحة والجاية. لا تختزل النظام السابق في عبد المجيد محمود--ماتبقاش زي المجلس العسكري الي كان فاكر ان الثورة قامت ضد زهير جرانة وبس على رأي الصديق أسامة دياب. الثورة دائما على حق ودائما في الشارع والشارع ملك للجميع, أما السياسيون فهم أحيانا مع الجق وأحيانا ضده حسب المواءمات التي يتطلبها الظرف والي عايز يركب على الثورة دلوقتي وهو منتمي الى النظام السابق مايفرقش عن أمثال محمود غزلان الي ركبوا على الثورة وهم يسبونها سرا وأحيانا جهارا, القاسم المشترك بين من في الحكم والمعارضين المتلونين هو ان الاتنين دولاتيين الي أقصى الحدود ولا يلجأون الى الثورة الا لما ما يلاقوش غيرها أنما في جميع الحالات هما مع الدولة القمعية وهيرجعولها لما زي ما الاخوان رجعوا لأحضانها برضه..

أيد براحتك لو أنت شايف أن الإعلان والقرارات التي تبعته في مصلحتك أو حتى لو أنت مقتنع أنه في مصلحة الوطن بس أرجوك كفاية مرمطة في الثورة. الرئيس لم ينحاز للثورة ولا للعدالة الاجتماعية ولم يحاول الاصطدام بالأجهزة الأمنية والقمعية مرة واحدة عشان اقتنع ان تحصينه لقراراته هو حماية للثورة. وبعدنا هو احنا لسة هنعلم الناس ان السلطة مطلقة مفسدة مطلقة؟ هما الاخوان مش ناويين يتعلموا من درس 54 أبدا؟ الي المفروض انهم أكثر من عانى منه؟

على رأي علاء عبد الفتاخ - احنا اسفين يا بديهيات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق